Main                        Spoken Egyptian                            Shaheeda

 

 

الإتقان في علوم القرآن 

 للحافظ جلال الدين السيوطي

849 - 911 هجرية / 1445 - 1506 ميلادية ..

رقم الإيداع 10849/96 .. الترقيم الدولي  977-11-1042-X

 

النوع الخامس عشر ما أنزل منه على بعض الأنبياء

 

وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي من الثاني‏:‏ الفاتحة وآية الكرسي وخاتمة البقرة كما تقدم في الأحاديث قريباً‏.‏

وروى مسلم عن ابن عباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم ملك فقال‏:‏ أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك‏:‏ فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة‏.‏

وأخرج الطبراني عن عقبة بن عامر قال‏:‏ ترددوا في الآيتين من آخر سورة البقرة آمن الرسول إلى خاتمتها فإن الله اصطفى بها محمداً‏.‏

وأخرج أبو عبيد في فضائله عن كعب قال‏:‏ إن محمداً صلى الله عليه وسلم أعطى أربع آيات لم يعطهن موسى وإن موسى أعطى آية لم يعطها محمد‏.‏

قال‏:‏ والآيات التي أعطيهن محمد لله ما في السموات وما في الأرض حتى ختم البقرة فتلك ثلاث آيات وآية الكرسي‏.‏

والآية التي أعطيها موسى‏:‏ اللهم لا تولج الشيطان في قلوبنا وخلصنا منه من أجل أن لك الملكوت والأبد والسلطان والملك والحمد والأرض والسماء والدهر الداهر أبداً أبداً آمين آمين‏.‏

وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال‏:‏ السبع الطوال لم يعطهن أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى موسى منها اثنتين‏.‏

وأخرج الطبراني عن ابن عباس مرفوعاً أعطيت أمتي شيئاً لم يعطه أحد من الأمم ومن أمثلة الأول‏:‏ ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس قال‏:‏ لما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ كلها في صحف إبراهيم وموسى فلما نزلت والنجم إذا هوى فبلغ وإبراهيم الذي وفى قال‏:‏ وفى ‏‏ألا تزر وازرة وزر أخرى إلى قوله هذا نذير من النذر الأولى‏ وقال سعيد بن منصور‏:‏ حدثنا خالد ابن عبد الله بن عطاء بن السائب عن عكرمة قال ابن عباس‏:‏ قال هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى‏.‏

وأخرجه ابن أبي حاتم بلفظ نسخ من صحف إبراهيم وموسى‏.‏

 

وأخرج عن السدى قال‏:‏

إن هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى مثل ما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم‏

 

وقال الفرياني‏:‏ أنبأنا سفيان عن أبيه عن عكرمة إن هذا لفي الصحف الأولى قال‏:‏ هؤلاء الآيات‏.‏

وأخرج الحاكم من طريق القاسم عن أبي أمامة قال‏:‏

أنزل الله على إبراهيم مما أنزل على محمد:

التائبون العابدون‏ إلى قوله ‏وبشر المؤمنين و قد أفلح المؤمنون‏ إلى قوله ‏فيها خالدون‏ ‏{‏وإن المسلمين والمسلمات‏}‏ الآية‏.‏

والتي في سأل الذين هم على صلاتهم دائمون‏ إلى قوله ‏{‏قائمون‏}‏ فلم يف بهذا السهام إلا إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج البخاري ‏(‏عن عبد الله بن عمروبن العاص قال‏:‏ إنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأمين الحديث‏)‏‏.‏

وأخرج ابن الضريس وغيره عن كعب قال‏:‏

فتحت التوراة ب الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون‏ وختم ب الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا إلى قوله ‏وكبره تكبيراً وأخرج أيضاً عنه قال‏:‏ فاتحة هود فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون‏‏.‏

 

وأخرج من وجه آخر عنه قال‏:‏

أول ما أنزل في التوراة عشر آيات من سورة الأنعام قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى آخرها‏

وأخرج أبو عبيد عنه قال‏:‏ أول ما أنزل الله في التوراة عشر آيات من سورة الأنعام بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

قل تعالوا أتل الآيات‏.‏

قال بعضهم‏:‏ يعني أن هذه الآيات اشتملت على الآيات العشر التي كتبها الله لموسى في التوراة أول ما كتب وهي توحيد الله والنهي عن الشرك واليمين الكاذبة والعقوق والقتل والزنى والسرقة والزور ومد العين إلى ما في يد الغير والأمر بتعظيم السبت‏.‏

وأخرج الدار قطني من حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأعلمنك آية لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري‏:‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

وروى البيهقي عن ابن عباس قال‏:‏ أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون سليمان بن داود‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم وأخرج الحاكم عن أبي ميسرة أن هذه الآية مكتوبة في التوراة بسبعمائة آية يسبح له ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم أول سورة الجمعة‏.‏

فائدة يدخل في هذا النوع ما أخرجه ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ البرهان الذي أرى يوسف ثلاث آيات من كتاب الله وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون وقوله  ‏‏وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن‏ الآية وقوله ‏أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت‏ زاد غيره آية أخرى ولا تقربوا الزنى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم أيضاً عن ابن عباس في قوله لولا أن رأى برهان ربه‏ قال‏:‏ رأى آية من كتاب الله نهته مثلت له في جدار الحائط‏.‏

 

ومن نفس الكتاب (الإتقان في علوم القرآن) .. للحافظ جلال الدين السيوطي

849 - 911 هجرية / 1445 - 1506 ميلادية ..

رقم الإيداع 10849/96 .. الترقيم الدولي  977-11-1042-X

 

نقرأ ما يلي (ص 71) :

 أخرج ابن الضريس وغيره عن كعب .. قال : في التوراة :

 

يا محمد .. إني منزل عليك توراة حديثة تفتح أعينا عميا

وآذانا صما .. وقلوبا غلفا

 

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة .. قال : لما أخذ موسى الألواح قال :

 

يا رب .. إني أجد في الألواح أمة .. أناجيلهم في قلوبهم

فاجعلهم أمتي . قال : تلك أمة أحمد

 

ففي هذين الأثرين تسمية القرآن توراة وإنجيلا .. ومع هذا لا يجوز الآن أن يطلق عليه ذلك ..

وهذا كما سميت التوراة فرقانا في قوله :

 

(( وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان ))

البقرة 53

 

وسمى صلى الله عليه وسلم الزبور قرآنا في قوله ..

 وخفف على داوود القرآن

 

 

Main                        Spoken Egyptian                            Shaheeda